
في ظل نظام الحماية الذي قدمه الأمازيغ المسلمون. و دخول اليهود إلى المغرب الأقصى في القرن السادس قبل الميلاد، وتأثيرهم على الحياة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع المغربي، إلى جانب استيعاب بعض العادات الإسلامية في حياتهم اليومية.
دخلت الجالية اليهودية إلى المغرب الأقصى في القرن السادس قبل الميلاد، وتأثروا بالأمازيغ في اللغة والحياة اليومية، وتمكنوا من الاستقرار والعيش بسلام بين سكان المنطقة. وقد تميز اليهود المغاربة بمهاراتهم في الرعي والصناعة والتجارة، وحققوا من خلالها ثروات طائلة، خاصة في تجارة الرفاهيات والرقيق. ولم يكن الزراعة مهمة بالنسبة لليهود المغاربة، بل كانت الاهتمامات تركز على المهن الأخرى التي تتطلب توطينًا أقل وتحقق أرباحًا أسرع.
وفي الحياة الاجتماعية، كان المجتمع اليهودي المغربي في تعامل مستمر مع سكان المنطقة، ولم يكن مجتمعًا منغلقًا على نفسه، كما هو شائع عن المجتمعات اليهودية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك نظام للجوار والحماية من طرف القبائل الأمازيغية، وقد دخل اليهود في حماية الحكام الأمازيغ المسلمين بعد دخول الإسلام للمغرب في القرن الثامن الميلادي.
بناءً على ما سبق، يتضح أن المجتمع اليهودي في المغرب الأقصى كان مجتمعًا نابضًا بالحياة، حيث استطاع اليهود العيش بسلام واندماج في بيئتهم الأمازيغية وتحقيق الازدهار والازدهار الاقتصادي والاجتماعي. وتشير المصادر التاريخية إلى أنهم تأثروا بالعديد من العادات والتقاليد للمسلمين والأمازيغ، مما يظهر الاندماج الثقافي الذي حدث في المجتمع.
وفي الوقت الذي كان فيه المجتمع اليهودي في المغرب الأقصى يتمتع بحماية من قبل الحكام المسلمين، فإنه في نفس الوقت كان يتمتع بحرية كاملة في ممارسة ديانته وممارسة حياته بحرية. ولقد كانت هذه الحرية تسمح لهم بمزاولة الحرف والصناعة والتجارة، والعيش في ظل نظام للجوار أو الحماية من طرف القبائل الأمازيغية. ومن هذا المنطلق، يمكن القول إن المجتمع اليهودي في المغرب الأقصى كان يتمتع بحياة مزدهرة وحرية كاملة لممارسة حياتهم بكل طمأنينة واستقرار.
في الختام، يمكن القول إن تاريخ المجتمع اليهودي في المغرب الأقصى مليء بالإنجازات والتأثيرات الكبيرة، وقد استطاع هذا المجتمع التأقلم مع بيئته المحيطة وتبني العديد من العادات والتقاليد للمسلمين والأمازيغ، مما أدى إلى اندماج ثقافي كامل وتعايش سلمي بين المجتمعين. وبالرغم من تأثرهم بالبيئة المحيطة، فقد استطاع المجتمع اليهودي في المغرب الأقصى الحفاظ على هويته