
أشهر الفنانين المغاربة اليهود
تعد الثقافة المغربية من الثقافات الغنية والمتنوعة في المنطقة العربية، وقد تأثرت بشكل كبير بالفن والثقافة اليهودية، حيث كانت الجالية اليهودية تشكل جزءًا كبيرًا من المجتمع المغربي. ويعد دور الفنانين اليهود المغاربة في إثراء الثقافة المغربية ومساهمتهم الإيجابية في تنمية هذا المجال محورًا رئيسيًا في الحوار الثقافي بالمغرب.
إن وجود الفنانين اليهود المغاربة في الفنون والأدب والمسرح والسينما كان له دور كبير في تطوير وتنمية الثقافة المغربية، ومساهمتهم الفعالة في مجالات الفن والثقافة لا يمكن إنكارها، وذلك بفضل إبداعاتهم ومواهبهم الفريدة التي امتزجت مع التراث المغربي الأصيل وأدت إلى توجيه الثقافة المغربية نحو مستويات عالية.
حيث سنسرد عددًا من الشخصيات الفنية اليهودية المغربية التي كان لها دورًا هامًا في تطوير الفنون والأدب المغربي. ومن بين هؤلاء الفنانين:
1- زهرة الفاسية: هي إحدى الشخصيات الفنية اليهودية المغربية الرائدة في مجال الفن والغناء، وقد بدأت مسيرتها الفنية منذ سنوات الستينيات. تميزت زهرة الفاسية بصوتها العذب وأسلوبها الفريد في الغناء، وأصدرت عدة ألبومات ناجحة في المغرب وخارجه.
2- حاييم بوطبول هو فنان موسيقي مغربي ومن بين آخر الفنانين اليهود المغاربة الذين أبدعوا في مجال الفن الشعبي المغربي. يتميز بوطبول بأغانيه المرتكزة على القصائد التقليدية مع موسيقى تعتمد على آلات الإيقاع والكمان، والتي لا يعزفها سوى شقيقاه. بدأ حياته الموسيقية مع والده وإخوته في فرقة متكاملة، ثم انفصل عنهم في عام 1950 ليشكل ثنائيًا مستقلًا مع سليم الهلالي. أصبحت أغانيه معروفة بتوزيعها المتنوع الذي يشمل التيارات الموسيقية المختلفة، وقد بلغت حصيلة أغانيه أكثر من ثمانين أغنية. في عام 1960 التقى بالفنان موريس الباز وتعاون معه في إعادة توزيع بعض أغانيه. أحد أشهر أغاني بوطبول هي “جايا طوموبيل” التي صدرت في عام 1970 ولا تزال أيقونة في الأغاني الشعبية.
3- سامي المغربي، المعروف أيضًا باسم سالمون أمزلاج، هو فنان ومغني مغربي مشهور في فن الملحون وفن المالوف المغربي. ولد في مدينة آسفي بالمغرب عام 1922، وكان من أصل يهودي.
بدأ المغربي مسيرته الفنية في الستينيات من القرن العشرين، واشتهر بأدائه للأغاني التقليدية المغربية والمالوفية بأسلوبه الخاص، الذي تميز بالعاطفية والإحساس العميق. كما عمل على تلحين وتأليف بعض الأغاني الخاصة به.حقق المغربي شهرة واسعة في المغرب والوطن العربي، وأصبح رمزًا للفن المغربي التقليدي. وقد توفي في كندا يوم 9 مارس 2008، وترك وراءه إرثًا فنيًا مهمًا في تاريخ الموسيقى المغربية.
4 -جاد المالح هو فنان وكوميدي مغربي يهودي ولد في الدار البيضاء عام 1971، ونشأ في أسرة يهودية مغربية. يجيد العربية المغربية بطلاقة، إضافة إلى الفرنسية والعبرية، ولديه مستوى جيد في اللغة الإنجليزية. عرف بشغبه في المدرسة ومشاركته في مغامرات الشباب في الأحياء الشعبية، وكان يعزف على آلة القيثارة. رغم توقعات أساتذته بالفشل، حقق نجاحًا كبيرًا كوميديا في فرنسا وخارجها، حيث يتميز ببراعته في إضحاك الجمهور بأسلوب أنيق وبديهي دون الحاجة للصخب.
5- إيمانويل الشريكي هي ممثلة كندية من أصل مغربي يهودي، ولدت في 10 ديسمبر 1977. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة، حيث شاركت في العديد من الأعمال التلفزيونية والأفلام الناجحة. أصبحت معروفة جماهيريًا بدورها في مسلسل “الحاشية” ودور حبيبة آدم ساندلر في فيلم “لا تعبث مع زوهان”. وقد تم اختيارها في عام 2010 كأول امرأة في قائمة “أعلى 99 امرأة مرغوبة من قبل الرجال في العالم” على موقع “Ask men”.
إلى جانب العمل في السينما والتلفزيون، قدمت إيمانويل الشريكي أداءً مميزًا على خشبة المسرح، حيث شاركت في العديد من الإنتاجات المسرحية الناجحة. كما تميزت بمهاراتها اللغوية المتعددة، إذ تتحدث العربية والفرنسية والإنجليزية بطلاقة، مما جعلها تلعب أدوارًا مختلفة في أعمال متعددة بلغات مختلفة.
إيمانويل الشريكي تعتبر من النساء اللواتي يلهمن النساء الأخريات، حيث أنها تعمل كمناصرة للمساواة بين الجنسين وتدعو إلى تمكين المرأة في المجتمع.
6-تمثل ريموند البيضاوية شخصية إسرائيلية من أصل يهودي مغربي، حيث ولدت عام 1943 في مدينة الدار البيضاء في المغرب، بالتحديد في الحي الملاح الواقع في المدينة القديمة. تهتم ريموند بالأغاني الشعبية المغربية، وهي مغنية وممثلة بارزة. لسنوات طويلة، كانت اسماها من بين رواد الغناء الشعبي الذين أثروا المشهد الموسيقي في المغرب بأصواتهم وألحانهم، ويُحسَب لها أنها ظلت تتنقل بين روائع الربيرتوار (الأرشيف) الموسيقي المغربي. تحمل ريموند الكثير من الذكريات الجميلة للمغاربة الذين يعتبرونها رمزًا للأغنية الشعبية المغربية.
عندما هاجرت ريموند إلى إسرائيل، كشفت عن أصولها اليهودية، ولكنها ما زالت تحتفظ بلهجتها التامغرابية وتعتبرها جزءًا من هويتها. أنشأت ريموند فرقة مسرح تقدم أعمالها باللهجة المغربية، مما يدل على اهتمامها الشديد بالثقافة والفنون المغربية، وتعد ريموند البيضاوية شخصية مميزة في عالم الفن والموسيقى المغربي.
يمثل هؤلاء الفنانون اليهود المغاربة جزءًا لا يتجزأ من المجتمع المغربي، ولطالما تميزوا بالإبداع والموهبة الفنية الفريدة التي أثرت إيجابًا على تطوير الفنون والأدب في المغرب. كما أنهم قدموا الكثير من المساهمات الهامة في مجالات الفن والثقافة، وساهموا في تعزيز الفهم والتعايش السلمي بين الجال
المغربيين، سواء كانوا مسلمين أو يهود. وقد أثبتوا أن الإبداع الفني يتجاوز الحدود الدينية والثقافية، وأنه يمكن للفن أن يكون رسالة للتعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات.
علاوة على ذلك، يعد إندماج الفنانين اليهود المغاربة مع المجتمع المغربي بدون مشاكل أمرًا ملحوظًا. فقد كانوا يشاركون في المهرجانات والأحداث الفنية والثقافية في المغرب، ويعملون مع الفنانين المسلمين بصورة طبيعية وبدون تمييز ديني أو ثقافي. وكانت تلك الشراكات الفنية بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات و بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في المجتمع المغربي.
وفي الختام، يمكن القول إن الفنانين اليهود المغاربة قدموا مساهمات هامة في تنمية الفن والثقافة في المغرب، وأثرت أعمالهم إيجابًا على المجتمع المغربي بأسره. وقد أثبتوا بجدارة أن الإبداع الفني يمكن أن يكون رسالة للتعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وأنه يمكن للمجتمعات المتعددة الثقافات أن تعيش سويًا بسلام وتفاهم.