
يُعَد جاد المالح فنانًا وكوميديًا مغربيًا يهوديًا، وُلِدَ في الدار البيضاء عام 1971، ونشأ في بيئةٍ يهوديةٍ مغربيةٍ. يجيد المالح العربية (اللهجة المغربية)، والفرنسية، والعبرية، بالإضافة إلى أنه يتحدث الإنجليزية بمستوىً جيدٍ.
تميَّز المالح ببراعته في إضحاك الجمهور من دون ضوضاء، وأناقته في اختيار كلماته، وسرعة بديهته من دون تكلُّف. وقد بدأت مسيرته الفنية في فرنسا سنة 1995 بعد أن انتقل إليها من كندا، حيث قدَّمَ أولى عروضه الفكاهية على خشبات المسارح. اشتهر المالح بعرضيه الكوميديين “La vie normale” و”L’autre c’est moi”، والتي حظيت بنجاحٍ باهرٍ في فرنسا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية. وقد اختير المالح في يناير 2007 كأكثر الشخصيات الفرنسية مرحًا.
بالإضافة إلى العروض المسرحية، نشط جاد المالح في تأديته لمجموعةٍ من الأفلام إلى جانب كبار الفنانين الفرنسيين، كما قام بالتضامن مع وطنه المغرب، حيث ساعد في إعادة بناء مناطقٍ تضرَّرت بسبب زلزال الحسيمة في المغرب. يقوم المالح حاليًا بجولةٍ فنيةٍ في أوروبا وأمريكا الشمالية، يقدِّم فيها آخر عروضه الكوميدية.
يتبادر إلى الأذهان عند الحديث عن الفنان الفرنسي المغربي جاد المالح، إفتخاره الواضح بأصوله المغربية. ويتجلى هذا الإفتخار في مجموعة من الحفلات التي قدمها، كما يتضح من خلال زياراته المتكررة لبلده الأصلي المغرب. وعلاوة على ذلك، يمتلك جاد منزلا في الحي الذي ولد فيه بمدينة الدار البيضاء، ويعيش أفراد عائلته في هذه المدينة التي نشأ فيها. وعلى الرغم من كونه يهوديا وفرنسيا، فإنه لم يتبع مسار الهجرة إلى إسرائيل كأغلب أفراد جاليته، بل بقى في المغرب حتى الآن.
في جميع حفلاته الكوميدية، يحكي جاد عن مسيرته الفنية والشخصية كمغربي، حيث ترك موطنه وانتقل إلى كيبيك بكندا في سن السابعة عشرة لدراسة العلوم السياسية، ثم إلى فرنسا لدراسة المسرح، حيث أثبت موهبته في الكوميديا. وعلى الرغم من ذلك، فإن جاد لم يتحدث أبدا عن أي زيارة أو تجربة في إسرائيل.
واجه جاد حملة انتقادات من قبل الصحف اللبنانية بسبب زعمها ظهوره في صورة يرتدي زي الجيش الإسرائيلي، واتهمته بأداء الخدمة العسكرية هناك خلال دراسته في فرنسا. ورد جاد على ذلك بقبول دعوة قناة تلفزيونية يهودية في فرنسا للحديث عن أعماله الفنية فقط، حيث عرف عن نفسه كفنان مغربي يهودي يعيش في فرنسا. ولم ينكر جاد أصوله المغربية ولا يهوديته، ولم ينكر البلد الذي شهد له بالنجاح في حياته الفنية،
يعرف جاد المالح، الفنان اليهودي المغربي، تماماً بمشكلة الشرق الأوسط التي تعاني منها المنطقة، ويحرص على عدم إثارة صراعات إقليمية تضر بالطرفين، بل يسعى جاهداً للتوفيق بينهما. وبالرغم من حبه العميق لوطنه المغرب ورفاقه المسلمين، إلا أنه لم ينسَ أقاربه الذين هاجروا إلى إسرائيل، ويفتح دائماً باب العودة لهم، ولا يتابعهم بتهمة الجاسوسية والعمالة.
لكنه كان ضحية للصراعات الإقليمية عندما زار لبنان في عام 2009 لتقديم عروض كوميدية خلال فعاليات مهرجان بيت الدين، حيث تعرض لحملة إعلامية معادية له من قناة المنار التابعة لحزب الله. وبثت القناة صورة مزيفة للمالح وهو يرتدي بدلة عسكرية إسرائيلية ويحمل سلاحاً نارياً، مما اعتبرته الحملة المعادية للمالح مؤشراً على تعاطفه مع سياسة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر الذي نفاه مدير أعمال المالح. وبسبب هذه الحملة الإعلامية، قرر المالح العودة إلى المغرب احتجاجاً على المعاملة السيئة التي تلقاها في لبنان.
علاوة على ذلك، يعد إندماج الفنانين اليهود المغاربة مع المجتمع المغربي بدون مشاكل أمرًا ملحوظًا. فقد كانوا يشاركون في المهرجانات والأحداث الفنية والثقافية في المغرب، ويعملون مع الفنانين المسلمين بصورة طبيعية وبدون تمييز ديني أو ثقافي. وكانت تلك الشراكات الفنية بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات و بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في المجتمع المغربي.