
في الليلة التي كان من المقرر أن تغني فيها مع سامي أمام الملك ، فكرت ريموند في الإلغاء. كانت متوترة بشكل مفهوم. لم تكن قد غنت من قبل قبل الملوك. ولزيادة الطين بلة ، شعرت كأنها عملية احتيال. لطالما استعارت كلمات من سامي وألبرت سويسا وعظماء آخرين. تدور الأغاني التي كتبتها حول الشرب والاحتفال. ملكي بالكاد (ربما). ومع ذلك ، عرفت أنها يجب أن تستمر. صعدت على خشبة المسرح واقتربت من الميكروفون. في غضون لحظات ، فجرت الشقراء الصغيرة ذات الأصوات الضخمة الجميع. ما كان من المفترض أن يكون إحماءًا تحول إلى حفلة موسيقية كاملة استمرت حتى الساعة 1 صباحًا وعندها فقط صعد سامي على المسرح.
ولدت ريموند أبيكاسيس عام 1943 في الدار البيضاء وانتقلت مع عائلتها إلى إسرائيل في عام 1952. مثل المهاجرين المغاربة الآخرين ، لم تكن الحياة سهلة لريموند وعائلتها. عملت بجد وتزوجت في وقت مبكر. لم تبدأ مسيرتها الموسيقية إلا بعد ولادة ابنتها الممثلة الإسرائيلية يائيل أبيكاسيس. لقد ميزت نفسها بسرعة. رفضت الزخارف مثل المجوهرات الذهبية واللباس التقليدي (ما لم يكن ذلك لغلاف ألبوم أو أداء خاص) وبدلاً من ذلك اختارت شعرها الأشقر المميز والقميص والجينز. بحلول سبعينيات القرن الماضي ، كانت تسجل رقماً قياسياً بعد أن حققت رقماً قياسياً لعلامات Koliphone و Zakiphon خارج يافا. أصبحت تُعرف باسم ريموند البداوية (ريموند كازابلانكان) في إسرائيل والمغرب وما وراءهما. ذهب البعض إلى حد الاتصال بها بالشيخة ريموند. في إسرائيل ، تعاونت مع ماير البداوي ، وجودة الصراف ، وإلياهو الكحلاوي (الذي ظهر في هذه المدونة من قبل) ، وغير المغاربة مثل عازف الكمان المصري فيليكس مزراحي.
بدأت رحلتها في مجال الغناء بصورة غير متوقعة، حيث التقت بالمغني المغربي اليهودي ألبير سويسة عن طريق دعوة والديها له للزيارة. وخلال اللقاء، اقترح عليها ألبير سويسة أن تؤدي الأغاني من الفولكلور المغربي الشعبي لرواد الغناء المغاربة في ذلك الوقت. وقد أشارت إلى أنها كانت في مرحلة الاكتئاب ما بعد الولادة بعد إنجابها للمولود الثاني في ذلك الوقت.
وأوضحت قائلة: “عندما التقيت به، كان يعاني من مشكلة صغيرة فيما يتعلق بكتابة الأغاني، حيث اشترط مدير الاستوديو عليه أن تؤدي الأغاني بصوت نسائي. وبعدما عرض علي التعاون معه والمرافقة إليه للاستوديو، تمكننا من تسجيل الأغاني وجني المال الذي كنا في حاجته.”
وبهذه الطريقة، بدأت رحلة الغناء الخاصة بها، واكتشفت السعادة في الأغاني المغربية، وسارت على هذا المسار لتصبح واحدة من أشهر المطربات في المغرب.
لقب البيضاوية
تروي ريموند البيضاوية أنها حملت لقب “البيضاوية” بسبب ولادتها وتربيتها في مدينة الدار البيضاء. كانت تعيش في حي الملاح باب مراكش في المدينة القديمة، وكان هذا الحي يضم جيرانًا مسلمين ويهودًا على حد سواء. تربت ريموند في جو من التعايش والتقاسم، حيث كانت تشارك جيرانها المسلمين في كل شيء. وقد كبرت في شوارع بوطويل وسيدي فاتح والسوينية مع جيرانها وأصدقائها مثل لالة الزهرة ولالة فاطمة وعائلات بلقانية وبنكيران والضرباني وغيرهم. كانت المنطقة مشبعة بالفن والثقافة، وكانت تحضر عروض فرقة بوشعيب البيضاوي وليالي سينما فيردان وغيرها من الفضاءات الثقافية. وتقول ريموند إنها لا تزال تشعر بالحنين إلى تلك الأيام. وعندما غادرت المغرب في سن الثامنة عشرة، لم تكن تخطط لأن تصبح مغنية، بل كانت مهتمة بتصميم الأزياء والأغاني الغربية. ومع ذلك، وجدت نفسها تدخل عالم الغناء الشعبي الذي كان يعشقه أجدادها وأمهاتها. وتقول ريموند إنها لم تندم على هذا الاختيار.
لقاء رايموند البيضاوية بالحسن الثاني
في عام 1981، التقى المغني المغربي اليهودي سامي المغربي برايموند البيضاوية، بناءً على طلب من الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان قد استمع لأغنية الشعبية “الطوموبيل” لرايموند بالصدفة في عام 1970 وأعجب بها. ومن ثم، أمر الملك بأن تغني رايموند في القصر الملكي في الرباط، بجانب سامي المغربي الذي كان يعتاد التردد والغناء في القصر الملكي.
لكن رايموند كانت خائفة جدًا، حيث لم يسبق لها أن غنت أمام الملك. وعلى الرغم من تشجيع سامي، فقدت رايموند القدرة على النطق في حضرة الملك الراحل، لكنها استطاعت التجاوز عندما غنت “العظمة ما منوش”، وألهبت الحضور بصوتها. وفي اللحظة التي قام فيها الملك بالانتقال من كرسيه، بدا الإحراج واضحًا على وجهه، لكن رايموند استعادت توازنها النفسي وألهبت المكان بأدائها.
صرحت الفنانة المغربية ريموند البيضاوية بأن مشاركتها في مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” بالصويرة تمثل لها فرصة لتجديد اتصالها بجمهورها، حيث أكدت نجمة الغناء اليهودي المغربي أنها لا تزال تكافح من أجل تعريف العالم بالتراث الغنائي المغربي على مدار مسيرتها الفنية. وفي حوار مع “الصباح”، شاركت ريموند جوانب من طفولتها في الدار البيضاء، وعبرت عن رأيها في الموجة الغنائية الجديدة.
وأضافت ريموند: “هذا المهرجان يعني الكثير بالنسبة لي، فعندما أواجه الجمهور في الصويرة، فإنني أشعر وكأنني أتحدث إلى العالم بأكمله”. وأكدت أيضًا أن مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” يجذب جماهير من مختلف الأعراق والديانات، مشيرةً إلى أن هذا المهرجان يعكس الروح المفتوحة والمحبة التي تتمتع بها المغرب، والتي تجسدت في حياتها وحملتها معها في رحلاتها الفنية حول العالم.
وأخيرًا، أشادت ريموند بأهمية الاحتفاء بالتراث المغربي والحفاظ عليه للأجيال القادمة، وأوضحت أنها لطالما كافحت من أجل تعريف العالم بالموروث الفني المغربي وتقديمه في المنافسات الدولية. وبهذا المهرجان، تجد ريموند فرصة جديدة لإظهار مهاراتها الفنية وتعزيز مكانتها كأحد أهم الفنانين في المغرب والعالم.
علاوة على ذلك، يعد إندماج الفنانين اليهود المغاربة مع المجتمع المغربي بدون مشاكل أمرًا ملحوظًا. فقد كانوا يشاركون في المهرجانات والأحداث الفنية والثقافية في المغرب، ويعملون مع الفنانين المسلمين بصورة طبيعية وبدون تمييز ديني أو ثقافي. وكانت تلك الشراكات الفنية بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات و بين الفنانين اليهود والمسلمين هي مثال على التعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة في المجتمع المغربي.
بحلول أواخر السبعينيات وربما حتى قبل ذلك ، كان ملك المغرب الحسن الثاني يستمع إلى ريموند البيضاوية على الفينيل. وبفتن كبير بسجلاتها ، دعاها للغناء في القصر الملكي بالرباط عام 1981. كان ريموند سيغني مع الراحل الكبير سامي المغربي. عرفت هي وسامي بعضهما البعض جيدًا بفضل الأخوين أزولاي. لم تكن كما توقع سامي في البداية لكنها سرعان ما نما صوتها عليه. كان بالتأكيد الأسطورة لكن ريموند كان النجم الصاعد وسرعان ما بدأوا في التجول حول العالم معًا.
وفي الختام، يمكن القول إن الفنانين اليهود المغاربة قدموا مساهمات هامة في تنمية الفن والثقافة في المغرب، وأثرت أعمالهم إيجابًا على المجتمع المغربي بأسره. وقد أثبتوا بجدارة أن الإبداع الفني يمكن أن يكون رسالة للتعايش السلمي والتفاهم بين الثقافات المختلفة، وأنه يمكن للمجتمعات المتعددة الثقافات أن تعيش سويًا بسلام وتفاهم.