سامي المغربي

سامي المغربي

سامي المغربي ولد في عام 1922 في ميناء آسفي المطل على المحيط الأطلسي، وكان الأصغر بين أشقائه الثلاثة. توفت أمه عندما كان في الرابعة عشرة من عمره، وبعد ذلك، انتقل والده مع أبنائه عام 1926 إلى

 مدينة سلا بالقرب من الرباط. هناك بدأ سامي تعلم الموسيقى الأندلسية العربية والعزف على العود. حصل على درجة في المعهد الموسيقي في الدار البيضاء، حيث درس تحت إشراف جهابذة طرب الملحون. قرر ترك مهنته كمدير تجاري وانتقل إلى الفن، وتزوج امرأة أرملة من الدار البيضاء لديها ثلاثة أطفال. وكونهما أسرة جديدة وأنجبا ثلاثة أطفال آخرين، استكمل سامي دراسته في المدرسة الثانوية الفرنسية، المدرسة اليانس.

تعرّف على زوجته من خلال الإلمام بمقامات العود التي ارتبط بها طوال حياته وربطها بحبيبته ماسودي كوهين. وتتذكر المغربية اليهودية ماسودي، التي لا تزال تعيش في مونتريال، تلك اللحظات الرائعة في حياتها، قائلة باللهجة المغربية: “كان سامي في الحادية والعشرين من عمره، وكنت أصغر منه بعام واحد فقط. وأحضره أبي حينها إلى منزلنا وقال لنا: تعالوا لتقابلوا هذا الموسيقي الشاب. وعزف سامي على عوده طوال الليل في منزلنا. وكان يرمقني بنظرات خاطفة وكنت أفعل الشيء نفسه، حتى وقعنا في حب بعضنا البعض. وطلب سامي يدي للزواج بعد شهر واحد فقط، ورغم أن أبي لم يمانع في الموافقة على طلبه، إلا أنه طلب منه الحرص على ابنته وعدم تركها تمضي لياليها بمفردها، بسبب عمل سامي كمطرب يعتاد السهر ليلاً. ووعد سامي أبي بالعناية بابنته، قائلاً: “أنا رجل مستقيم ومن أسرة طيبة، لن تحزن ابنتك معي أبدًا، ولن أؤذيها طوال حياتي أبدًا”. وتزوجنا وانتقلنا للعيش في شقة بمدينة الرباط. وفي عام 1949، عندما أنجبنا ابنتين، طلب سامي السفر إلى باريس للاطلاع على الموسيقى الجديدة هناك. والتقى هناك بموسيقي أعجبته جدًا بموسيقاه، فأنتج له أسطوانة بصوته. وعندما عاد سامي إلى المغرب، أعطى نسخة من الأسطوانة لرضوان، الذي كان

بعد فترة قصيرة من عودة سامي من فرنسا، وفاة والده أدت إلى انتقال سامي وأسرته إلى الدار البيضاء حيث ازدهرت مهنته في بيع الاسطوانات وأصبح ثرياً. وأنجب سامي أربعة أبناء إضافيين. ومع انتشار شهرة سامي المغربية، قدم رجال من قصر الملك محمد الخامس إليه. وتتذكر زوجته تلك الأيام وتقول: “قال رجال ملك المغرب لنا إنهم لم يسمعوا غناء رائعاً كهذا من قبل، ويريدونه أن يغني أمام الملك”. ومنذ ذلك الحين أصبح سامي مدعواً لحفلات القصر الملكي في كل مناسبة. وهذا هو النجاح الفني الذي حققه سامي.

تعتبر الإشاعات في قصص الحب مشكلة شائعة. عندما انتشرت شائعة تزعم أن المطرب اليهودي سامي المغربي يتورط في قصة غرامية مع امرأة من علية القوم في المغرب، قامت أقارب السيدة بتهديده بالقتل. وحظي المطرب بمساندة الملك محمد الخامس الذي لم يشكك في براءته. غادر المغرب بعد ذلك رغم أنه أنقذته الشائعة من الموت.

يتذكر الياس كاكون، الذي كان يعزف في فرقة سامي بويز ضمن فرقة سامي المغربي، هذه الأحداث. قام سامي بنفي كل الاتهامات وأكد أن الفتاة هي من كانت تطارده. قال سامي أيضا إنه ليس بحاجة لفتيات يهوديات بما أنه يعشق الفتيات المسلمات.

رغم أن المطرب غادر المغرب إلا أن اسطورة حبه للسيدة المسلمة ظلت حية وتحولت إلى أسطورة خالدة. يزعم أن سامي المغربي، قبل كشف قصة حبه الممنوعة، خص حبيبته بأغنية تحت عنوان “قفطانك محلول يا لالا” وهي أغنية يغازل فيها حبيبته ويشير فيها إلى أنها تخص رجلا آخر. يروي موشيه ملول، الذي كان يحب سامي في طفولته ثم أصبح صديقه، أن هذه الأسطورة هي من ابتكرها.

توفي الفنان الكبير سامي المغربي في العاشرة والسادسة من العمر الثامنة والثمانين في مدينة مونتريال الكندية التي استقر فيها بعد هجرته من إسرائيل في عام 1996. واستنكر العديد من اليهود من أصل مغربي غياب تغطية الإعلام الإسرائيلي لوفاته. وحضر مئات الأشخاص جنازته ، حيث كان معظمهم ينتمون إلى الجالية المغربية في مونتريال ، بما في ذلك الحاخام الرئيس للجالية المغربية في كندا ديفيد صباح وسفير المغرب في كندا محمد طنجي.

أكدت ابنته روني أمزلاج أن العديد من الأشخاص الذين شاركوا في جنازة والدها لم تتمكن من التعرف عليهم. وقالت: “كان بينهم مخرج جزائري كان قد بدأ في إعداد فيلم عن حياة والدي ، لكنه لم يتمكن من إجراء مقابلة معه قبل وفاته”. وتابعت: “وكان هناك شخص قام بتحمل جميع تكاليف دفن والدي. وقد تلقينا رسائل التعازي من الصندوق الذي أنشأه والدي لمساعدة المكفوفين في إسرائيل ، ولم نكن نعلم شيئًا عنه “.

وأوضح الدكتور محمد المدلاوي ، أستاذ اللغويات وتراث يهود المغرب في جامعة الرباط المغربية: “كان الجميع في المغرب مصدومون بوفاة سامي المغربي. لقد كنا جميعًا نقدر موهبته وأصالته. وكلما مر الوقت ، زاد إدراكنا لتأثيره الكبير على ثقافتنا”.